الدُّولفين.. وقصة علاج "التّوحد"!

سيد الطيب


استضافت مدينة القُصير المصرية مؤخرًا فعاليات اليوم العالمي للتوحد، بحضور شخصيات قيادية وفنانين، ومراكز رياضية عربية مختلفة، وتم تكريم أطفال مرض التوحد على مشاركتهم الفعالة والمثمرة في بطولة "دولفين للأطفال"؛ لتعزيز قدراتهم البدنية والنفسية، من خلال المنافسات الرياضية التي اشتملت على عدة منافسات رياضية متنوعة تشمل تنس الطاولة، الوثب، الماراثون، البوتشي، والفروسية. وقد تم تتويج الأطفال الفائزين بالميداليات، وتكريم جميع المشاركين.
 


ما علاقة الدولفين بعلاج مرض التوحد؟

للإجابة عن هذا السؤال، نتناول الموضوع من خلال النقاط الآتية:

 مرض التوحد

عالجت السينما العالمية مرض التوحد في عدد من الأعمال، ومن أشهرها فيلم " My Name Is Khan"، الذي تعرض للصورة الذهنية المرتبطة بالتوحد عند الكثيرين، وهي الإضراب السلوكي في التعامل مع الآخرين باللمس، والصدق في الحديث، والذكاء الحاد، والهلع من الصوت المرتفع، والهروب من ألوان معينة، وهو ما يدفعنا إلى البحث العلمي لتعريف مرض التوحد، أو "متلازمة أسبرجر" نسبة إلى اسم طبيب الأطفال النمساوي هانز أسبرجر، الذي وصف في عام 1944 الأطفال الذين كانوا تحت رعايته بعد عدة ملاحظات علمية: "يكافحون من أجل تكوين صداقات، ولديهم صعوبة في فهم إيماءات أو مشاعر الآخرين". وهو ما أكدته دراسات علمية متنوعة ذكرت بأن لكل إنسان جهازاً حسّاساً يرتبط بالنهايات العصبية في جسم الإنسان، وهذا الجهاز في الإنسان الطبيعي يقع في مدى نسبي محدد، فيما يصاب هذا الجهاز الحساس باضطراب سواء بالزيادة أو النقص في الطفل المصاب بالتوحد، لتختلف أعراض الاضطراب بحسب كل حالة في حالات التوحد المختلفة، والتي ترتبط بنمو الدماغ، وتؤثر على كيفية تمييز الشخص للآخرين، والتعامل معهم على المستوى الاجتماعي؛ مما يتسبب في حدوث مشكلات في التفاعل والتواصل الاجتماعي. كما يتضمن الاضطراب أنماطاً محدودة ومتكررة من السلوك.

 

◄ الدولفين

من الحيوانات الثدية المائية، ويوجد أنواع متنوعة من الدلافين، وتختلف أحجامها وأطوالها، وهي تعيش في جميع بحار العالم، وخاصة في البحار الأقل عُمقاً، وهي من آكلات اللحوم التي تتغذى على الأسماك والحبار، كما تمتلك الدلافين فتحات في أعلى رؤوسها تسمح لها بالتنفس خارج البحر والمياه. وتمتاز بالذكاء الحاد وسرعة التعلم وقوة الذاكرة، وترتبط بالإنسان وتكون معه صداقات، حيث تم توثيق حالات لإنقاذ الدلافين للبشر من الغرق، كما أنها تتجاوب مع البشر بصورة كبيرة. فقد بينت الدراسات العلمية بأنها تعيش في مجتمعات تشبه الإنسان، حيث تتميز الدلافين بأنهاء كائنات اجتماعية تعيش في جماعات من أجل الحماية وتوفير الغذاء، وحماية الصغار، وحين يمرض أو يصاب أحد أفراد هذه الجماعة لا تتركه وحيداً، بل تبقى معه حتى يموت. والدولفين من الحيوانات الودودة جداً، وهو من المخلوقات التي يمكن أن تساعد في توفير فهم أفضل للبشر.
 

◄ الدولفين وعلاج مرض التوحد

الدراسات العلمية المختلفة لعدد من العلماء على مستوى العالم ركّزت على سلوك بعض الحيوانات الأليفة، مثل الكلاب، والقطط، والدلافين على أمراض معينة ناتجة من الجلطات الدماغية والكآبة والأرق. وقد تبين بأن حيوان الدولفين له قدرة على إصدار ذبذبات صوتية معينة، تقوم بضبط اضطراب الجهاز الحساس لدى حالات التوحد، وخصوصاً عند الأطفال حيث تم التوصل إلى ابتكار غرفة تكون مجهزة -حسياً- بشكل معين؛ لقياس ومحاولة ضبط الاضطراب في جهاز (الحساس)، وإمكانية العلاج التكاملي لبعض مصابي التوحد، وهو نوع من الطب البديل الذي بدأ في التطور، والتجريب بتدريب الدولفين على حركات معينة وسلوكيات تدريجية في الاقتراب من الأطفال المصابين بالتوحد، حتى يتم التعود التدريجي من هؤلاء الأطفال والتحسن في الهدوء النفسي وسلوكيات اللمس، وهذا العلاج يتطلب فترة زمنية تحت إشراف أطباء ومدربين نفسيين متخصصين.

 

◄ مراكز التوحد

من أشهر المراكز العالمية لعلاج التوحد مركز علاجي في إندونيسيا منطقة "انكول" بالعاصمة الإندونيسية جاكارتا. والمركز يعتمد طريقة فريدة من نوعها لعلاج الأطفال من مرضى التوحد وذلك عبر السباحة مع الدلفين. ويتوافد إليه الزوار من أنحاء العالم منذ عام 2005.

كما يوجد مركز دولفين في مدينة القُصير المصرية، وهو مركز يتخذ أساليب متنوعة لعلاج أطفال التوحد؛ من أهمها السباحة مع الدولفين.

التعليقات

اضافة التعليق تتم مراجعة التعليقات قبل نشرها والسماح بظهورها