تقنية قارئ الأكواد

بين الوسيط الورقي الروائي والرقمي التفاعلي

د. محمد حسانين إمام حسانين


إن أهم ما يميز النص الرقمي التفاعلي عن النص الإلكتروني أو الورقي هي سمة (الوسائطية والترابطية)، ولهذا كان من الصعوبة بمكان أن يضمن المبدع تلك السمة بالوسيط الورقي، فاتخذ إشارات بديلة تمثلت في (الشفرات) التي تعبر بوضوح عن تفاعلية؛ وقد اتضح هذا في رواية (الزنزانة رقم 06) للمبدع د. حمزة قريرة؛ فقد استخدم المبدع (الشفرات) بدائل بالوسيط الورقي عن الوسائط السمعية والبصرية، أما الروابط فلم تُضمَّن النسخةُ الورقية إلا صورة (الوسيط البصري) لواجهة المسارات، وسيتضح هذا كله من خلال ما يأتي:

1ـ الوسيط البصري بين النسخة التفاعلية والورقية (QR) لرواية (الزنزانة رقم 06):

لقد وظف المبدع والمصمم برنامج قارئ (QR) الخاص بفك الشفرات؛ فقد ضمنه المبدع بالنسخة الورقية، وهذه الشفرات بديل مماثل للنسخة التفاعلية عن الوسائط البصرية والسمعية التفاعلية، فاستخدام هذا البرنامج يظهر الوسيط البصري الذي ضمنه المبدع في النسخة الرقمية التفاعلية، وبهذا نجح المبدع -ولأول مرة في تاريخ الرواية العربية حسب اطلاع الباحث- بتضمين بعض التقنيات التفاعلية في النسخة الورقية، فهناك صفحات كثيرة بالنسخة الورقية هي المتواجدة بالنسخة الرقمية التفاعلية، إضافة إلى الشفرات الموجودة بالنسخة الورقية، ويمكن فك شفرتها بالبرنامج (QR)، وهذا سبق لم يعرف قبل رواية (الزنزانة رقم 06)، ومن الأمثلة على ذلك الوسيط البصري الثلاثي:

أ ـ الشفرة الأصلية بالنسخة الورقية لوسيط بصري:

بعد فك الشفرة المتواجدة بالنسخة الورقية ببرنامج (QR)، ظهر الوسيط البصري.

وأخيرًا؛ فإن هذا الوسيط البصري هو نفسه الموجود بالنسخة التفاعلية.

ومن هذا يخلص الباحث إلى أن تلك الشفرات التي ضمنها المبدع النسخة الورقية؛ هي في الأصل تشفير للوسيط البصري الرقمي التفاعلي، فهي إشارة إلى أن هذه الرواية رقمية تفاعلية تتسم بوسائط متعددة وروابط متشعبة، ومن الصعب أن تحتوي عليها النسخة الورقية في الطباعة، فكان تضمينها (الشفرات) أسهل إشارة إلى بيان ذلك للمتلقي في النسخة الورقية.

2 ـ الشفرة الأصلية بالنسخة الورقية لوسيط سمعي:

وثق المبدع بالرواية الورقية شفرة الوسيط السمعي لمقطع (مناجاة) في مسار "خطوة في الفراغ، عندما ظل (مراد) يفكر فيما سيحدث له بالزنزانة، ويدل على ذلك شفرة (مناجاة) بالنسخة الورقية.
وبعد عرض هذه الشفرة على برنامج (qr) ظهر رابط الوسيط السمعي للفيديو على موقع المبدع باليوتيوب، وبالضغط عليه، أحال على الفيديو نفسه، وقد رصد الباحث الفيديو عند الدقيقة (1: 11).
وهذا الوسيط السمعي هو نفسه الموجود بالنسخة التفاعلية الرقمية، عى الرابط الداخلي للكلمات السردية المفعلة.
وعند الضغط على تلك الكلمات المفعلة (رابط داخلي بالمتن التفاعلي) أحالت إلى الوسيط السمعي البصري لمقطع (مناجاة) في صفحة جديدة.

3 ـ الوسيط البصري لواجهة المسارات بالنسخة الورقية:

لقد حاول المبدع أن يضمن بعض الإشارت بالنسخة الورقية ليؤكد أن هذه الرواية هي في الأصل (رقمية تفاعلية)، ولهذا ضمن بالوسيط الورقي صورة رمزية لـ(وسيط بصري) نهاية كل مسار، وقبل بداية المسار التالي له.
 ومن هذا يتضح أن المبدع (د. حمزة قريرة) قد جمع في النسخة الورقية لرواية (الزنزانة رقم 06) بين الوسيط الورقي والتقنيات الوسائطية: السمعي (شفرة الفيديو)، والبصري (شفرة الصور) إلى جانب السرد النصي للكلمات، بخلاف رواية (في حضرتهم) التي جاءت عبر الوسيط السردي للكلمات فحسب، بلا أية تقنيات وسائطية في نسختها الورقية؛ فهي ورقية تقليدية بحتة

التعليقات

اضافة التعليق تتم مراجعة التعليقات قبل نشرها والسماح بظهورها