التّصورات الشّعبية في المُخيلة الجمعية

العصر الجاهلي "مثالاً"

خالد العجيري


التراث الشعبي هو الموروث الثقافي الذي يعبر عن الطبيعة الخاصة للجماعة الإنسانية التي تتبناه، والتي خضعت لظروف بيئية محيطة أثرت في تصوراتها الجمعية، ودفعت بتلك الجماعة إلى تبني نمطٍ ثقافي معين مارست به حياتها، لتتأقلم من خلاله مع تلك الظروف، فتكونت مجموعة من العادات والتقاليد الخاصة بتلك الجماعة، والتي بدورها تطورت في أجيالٍ لاحقة إلى معتقدات يُجرم كل مَن يخرج عنها.
 

والعرب كأمة لها معتقداتها الخاصة، والنابعة عن تصوراتها لما حولها، والتي اختلفت حسب اختلاف طبيعة العقل العربي، من حيث التفاعل مع الوسط المحيط وطريقة التفكير فيه والتفاعل معه، فالعقل العربي يتمتع بالخيال التصوري على خلاف العقل الغربي، والذي يتمتع بالخيال الإبداعي الذي أنتج مجموعة كبيرة من الأساطير. لنقل إن العرب كانوا شعوباً رعوية بسيطة تتحرك داخل إطار بيئي بسيط ومحدود، يتكون من مجموعة جبال ووديان وسهول عشبية، قلما توجد فيها أشجار، والمكان الذي توجد به الأشجار يصبح مقدساً، وذلك لحاجة العربي الماسة للظل في تلك الصحاري الممتدة تحت الشمس الحادة والحرارة المرتفعة، لذا حاول إبعاد الحطابين عن بعض أشجار الظل، فصور لهم أن بعضها يسكنه الجن مثل الحماطة، والبعض الآخر يجاوره الجن مثل العُشر، كما قدست تلك المجتمعات الرعوية القمر؛ لأنهم يرعون ماشيتهم في ضوئه الذي يشعرهم بالراحة النفسية، ويمدهم بالهواء العليل، كما يمدهم بالندى الذي يبعث الحياة في العشب، وينزل لهم الغيث من السماء، وكذلك كان تقديس كوكب الزهرة؛ لأنه من أهم الوسائل التوضيحية سواء للاتجاهات أو للوقت.

يقول يورانت: "إن الدين لم يكن أمراً جدياً بين هؤلاء الأقوام حتى جاءهم محمد بالإسلام"؛ أي رغم إرسال الرسل إلا أن العربي لم يكن ارتباطه بالدين سوى شعور فطري لجلب الطمأنينة لنفسه من مخاوف الطبيعة، لذا قدس الأشجار كآلهة مثل بقية الديانات السامية، ولندرة الماء في تلك الصحاري المقفرة قدس الماء واعتقد في قوته الشفائية، فتحدث ابن الكلبي: "أن سادنا في مكة يدعى عمرو بن لحي قد مرض مرضاً شديداً، فقيل له إن بالبلقاء في بلاد الشام حُمّة إذا أتاها شفي من مرضه فأتاها واستحم بها فبرئ"، لذا كان يتمثل عندهم تقديس المياه في الاغتسال بها وشربها بنية الشفاء وطلب الخصوبة.

 تكرار العادات يفرز قيم الجماعات 

يقول الباحث في الفولكلور الأمريكي (بِنجامين أ. بوتكن Benjamin A. Botkin) "إن كل جماعة ترتبط معاً باهتمامات وأهداف مشتركة سواء كانوا متعلمين أو غير متعلمين، من الريف أو من الحضر نجدهم يحظون بإطار من التقاليد يمكننا أن نسميه بالفولكلور، إلا أن كل ذلك يتم امتصاصه واستيعابه من خلال التكرار والتنوع في نموذج يتسم بالاستمرارية ويحظى بالقيم للجماعة ككل"، فمما أجمعت عليه العرب الهامة، أنهم كانوا يقولون ليس من ميت يموت ولا قتيل يقتل إلا ويخرج من رأسه (هامة)؛ فإن كان قتل ولم يؤخذ بثأره نادت الهامة على قبره: "اسقوني فإني صدية". وفي (مروج الذهب للمسعودي) من العرب من يزعم أن النفس طائر ينبسط في الجسم، فإذا مات الإنسان أو قتل لم يزل يطيف به مستوحشاً يصدح على قبره، ويزعمون أن هذا الطائر يكون صغيراً ثم يكبر حتى يكون كضرب من البوم، وهو أبداً مستوحش، ويوجد في الديار المعطلة ومصارع القتلى والقبور، وأنها لم تزل عند ولد الميت ومخلفه لتعلم ما يكون بعده فتخبره.

القصة مذكورة في عدة كتب لكن أبداً لم يحاول أحد أن يقول من أين أتى هذا الاعتقاد، أو يحاول الربط بينه وبين اعتقاد آخر ساد في بعض الديانات، أو المجتمعات البدائية المواكبة لتلك الفترة، والواضح في كل الكتابات القديمة بما يسمى أمهات الكتب عند العرب، لم يتدخل أي منهم في محاولة تفسير شيء مما يكتب، وهذا لسيطرة الجانب الديني، فأغلب هؤلاء رواة سيرة وحديث، وعندما دونوا تلك العلوم الاجتماعية اكتفوا بسردها دون تدخل لتوضيح شيء، وفي قصة الهامة نستطيع أن نقول ربما هي قصة رجل أصر على الأخذ بالثأر، فحكى تلك القصة، وتداولها الناس حتى تأصلت بينهم.

وعندما يأتي اعتقاد ما قد قام بتفسيره أحد السابقين لراوي ذلك التفسير، فعند ذكر القصة يقول الراوي: "وقد قال بعض الحكماء من الأوائل"، فيسرد تلك العادات والتقاليد دون محاولة التدخل مع أو ضد، ليصبح حكيماً مثل سابقه، وكأن ما رواه من هو قبله قرآن أو حديث وليست عادات وتقاليد قابلة للنقد.

وهنا يأتي الاعتقاد في كيفية حث المطر على النزول، فكانوا إذا حل الجدب بأرضهم، ولم تمطر السماء لمدة كبيرة، وأرادوا أن ينزل المطر بأرضهم، أعدوا إلى ذلك نبات السلع ونبات العُشر، فربطوا النباتين في ربطة واحدة وعقدوها في ذيل البقر، وأشعلوا النار في السلع والعُشر، وساقوا البقر وتبعوه في اتجاه الغرب وهم يدعون الله ويستسقونه، وإضرام النيران في أذناب البقر تفاؤلا للبرق بالنار، ولكي يرحم البقر بنزول المطر فيخضر المرعى وتكثر المياه لإطفاء نار العطش، وأنهم كانوا يسوقونها باتجاه الغرب نحو العراق تيمناً بها وبأنهارها، وكثرة الماء، وأن الغيوم نفسها كانت تأتي من هذا الاتجاه. وهنا يأتي تفسير ما يحدث من أحد من كتبوا في الموضوع، فيقول: "قال بعض الحكماء من أوائل العرب: كل أمة قد تحذو في مذاهبها مذاهب ملة أخرى، وقد كانت الهند تزعم أن البقر ملائكة سخط الله عليها فجعلها في الأرض، وأن لها عنده حرمة وكانوا يلطخون الأبدان بروثها، ويغسلون الوجوه بأبوالها، ويجعلونها مهور نسائهم، ويتبركون بها في جميع أحوالهم، فلعل أوائل العرب حذوا حذوهم وانتهجوا ذلك المسلك".

 الجسد موطن ظهور التعبير الشعبي 

يعد الجسد على حد تعبير (مرلوبنتي) هو موطن ظهور للتعبير الشعبي، كما أن كل استعمال للجسد هو تعبير أصلي وأولي، هذا التعبير هو الذي يجعل الذات تخرج من ذاتها وتتصل بالذوات الأخرى عن طريق العلامات والرموز. والعرب كان لهم مع الجسد الكثير من حيث الخط عليه أو التعليق عليه، أو قلب الملابس التي عليه. وأول المعتقدات في هذا اعتقادهم في (حيض السُمرة)، والسُمرة من شجر الطلح وحيضها شيء يسيل من السُمر كدم الغزال، وكانت العرب إذا ولدت المرأة أخذ من دم السُمرة وهو صمغه الذي يسيل منه لينقط به بين عيني النفساء وخطوا على وجه الصبي خطاً، ويسمى هذا الصمغ السائل من السُمر الدودم.

واعتقادهم في الاستعاذة بالجن، كان الرجل منهم إذا ركب مفازة وخاف على نفسه من طوارق الليل، عمد إلى وادي ذي شجر فأناخ راحلته في قرارته؛ وهي القاع المستديرة وعقلها وخط عليها خطاً ثم قال: أعوذ بصاحب هذا الوادي، وربما قال بعظيم هذا الوادي.

وكذلك اعتقادهم إذا خافوا على الرجل الجنون وتعرضه للأرواح الخبيثة، نجسوه بتعليق الأقذار عليه كخرقة الحيض وعظام الموتى، وقالوا أنفع من ذلك أن تعلق عليه طامث عظام موتى ثم لا يراها يومه ذلك.

اعتقادهم في تعليق (كعب الأرنب) أن من علق كعب أرنب لم تقربه جنان الدار ولا عمار الحي، قيل أي والله ولا شيطان الحماطة ولا جار العشيرة وهي شجر العُشر، ولا غول القفر. كما كانت العرب تعتقد في سن الثعلب وسن الهرة، فكانت تعلقها على الصبي خوفاً من الخطفة والنظرة. وأرى في كل ما مضي أن لا علاقة لما يعلق بما يحاول العربي دفعه.

اعتقادهم في تعليق الحلي والجلاجل على اللديغ، والمقصد في ذلك كي يستفيق، فكلما تحرك أصدرت صوتاً، لأنه كان يقال إن نام اللديغ يسري السم فيه فيهلك، لذا فهم يشغلونه بالحلي والجلاجل وأصواتها عن النوم، قال بعضهم إذا علق اللديغ حلي الذهب برأ وإذا علق عليه الرصاص مات. وهنا لنا وقفة أخرى، فأما الذهب في حد ذاته له تأثير في اعتقادهم ولا دخل لصوته، والدليل على ذلك موت من يعلق الرصاص، وإما قصة الرصاص غير حقيقية ومختلقة، وهذا يثبت قولنا إن السارد يسرد كل ما يسمعه أو يقرأه دون التمييز بينه، ويعتبر أن ذلك من واجبات الأمانة العلمية.

إن الرجل إذا أراد دخول قرية وخاف وباءها أو جنّها، وقف على بابها قبل أن يدخل فنهق نهيق الحمار، ثم علق عليه كعب أرنب كتعويذة له ورقيا من الوباء والجن، وكان يسمى هذا النهيق (التعشير). وقد ورد أن الجن تخشى كعب الأرنب، فما علاقة نهيق الحمار بالجن، وذلك لم يثبت في أي من كتابات العرب من قبل.

واعتقادهم أن الرجل إذا ضل في الصحراء، قلب قميصه وصفق بيديه كأنه يشير بها لإنسان ليهتدي. والأصل في قلب الثياب التفاؤل بقلب الحال، وقد ورد في الشريعة الإسلامية نحو ذلك في الاستسقاء عند انحباس المطر.

ومن عادتهم التي لا تزال موجودة حتى الآن، أن الغلام إذا سقط له سن أخذها بين السبابة والإبهام واستقبل الشمس إذا طلعت وقذف بها، وقال يا شمس أبدليني بسن أحسن منها.

ومن عادتهم أيضاً أن الرجل إذا اختلجت عينه قال: "أرى من أحبه"؛ فإن كان غائباً توقع قدومه وإن كان بعيداً توقع قربه. كما أنه إذا غاب أحد، فلم يقفوا على أثره، يذهبون إلى بئر قديمة أو حفر قديم، ثم ينادون في البئر أو الحفر ثلاث مرات، فإن سمعوا صوتاً علموا أنه حي معافى، وإن لم يسمعوا شيئاً علموا أنه قد مات. ربما كان هذا عند بعض من كانوا يؤمنون بالجن، وليس عند العرب عامة، فهو الذي يرشدهم ليزيد تمسكهم به.

كما اعتقدوا في أكل لحم السباع، وكانوا يرون أن أكل لحم السباع يزيد الشجاعة والقوة، وهذا كان مذهب طبي عند أطبائهم يعتقدون فيه.

إذا طالت علة الواحد منهم وظنوا أن به مساً من الجن؛ لأنه قتل حية أو يربوعاً أو قنفذاً عملوا جمالاً من الطين، وجعلوا عليها جوالق وملأوها حنطة وشعيراً وتمراً، وجعلوا تلك الجمال في باب جحر إلى جهة الغرب وقت غروب الشمس، وباتوا ليلتهم تلك، فإذا أصبحوا نظروا إلى تلك الجمال الطين، فإذا رأوا أنها بحالها، قالوا: لم تقبل الهدية، فزادوا فيها، وإن رأوها تساقطت وتبدد ما عليها من الميرة قالوا: قد قبلت الدية، واستدلوا على شفاء المريض، وفرحوا، وضربوا بالدف.

وإذا قتلوا ثعباناً، خافوا من الجن أن يأخذوا بثأره، فيأخذوا روثه، ويفتونها على رأسه، ويقولون: روثة راث ثأرك. وقد بذر على الحية المقتولة يسير رماد، ويقال لها: قتلك العين فلا ثأر لك.

 المرأة.. في نظرهم 

ونأتي هنا إلى الحديث عن اعتقادهم فيما يخص المرأة، وهو قليل وغريب ومترهل من حيث ربط ما يحدث بشخص المرأة، حتى وإن كانت هناك غرابة فيما سبق فهي غرابة في الاعتقاد، أما من حيث المرأة فهي غرابة ارتباط؛ أي ارتباط بين ما يحدث ومصير المرأة، وأول هذه الاعتقادات ما يحدث أثناء الحرب، عندما يريدون إطفاء نارها، ربما أخرجوا النساء فبلن بين الصفين، يرون ذلك يطفئ نار الحرب ويقودهم إلى السلام. المرأة التي تخرج ليلا إلى وادٍ بعيد لقضاء حاجتها تبول بين الصفين في الحرب؛ أي أن حفظ النفس أهم من شرف المرأة فأين الغيرة؟ وما علاقة المرأة بالحرب؟ لم يجب من سرد هذا عن كل تلك الأسئلة؟

ومن عاداتهم (الرتم) ذلك أن الرجل إذا سافر عمد إلى خيط فعقده في غصن شجرة، أو في ساقها، فإذا عاد نظر إلى ذلك فإذا وجده على حاله، علم أن زوجته لم تخنه وإن لم يجده أو وجده محلولاً قال: قد خانتني زوجتي، ويقال كانوا يعقدون طرفاً من غصن الشجر بطرف غصن آخر. ما علاقة ربط غصنين في بعض بخيط، بخيانة الزوجة من عدمه؟ ماذا لو قطع الخيط ابنه في غيابه؟ ماذا لو مرت دابة أو حط طائر كبير وابتعد الغصنان؟ ماذا لو كره تلك المرأة وأوصى صديق بقطع الخيط أثناء سفره؟ هل ما بينه وبين زوجته خيط؟ كل تلك الأسئلة تحتاج إلى إجابة، لكن كما قلنا ذكر عادات وسردها دون تعليق.

إن المرأة المقلاة وهي التي لا يعيش لها ولد، إذا وطئت الشريف القتيل عاش ولدها. كل تلك المخاطرة من أجل الإنجاب، ماذا لو اتهمت بقتله؟

ومن عاداتهم أنهم إذا أحب الرجل امرأة وأحبته، فشق برقعها وشقت رداءه صلح حبهما ودام، فإن لم يفعلا ذلك فسد حبهما. ربما تكون منطقية، كأن يأخذ منها شيء يذكره بها، وتأخذ منه شيء يذكرها به.

عادتهم في المرأة إذا عسر عليها خاطب النكاح نشرت جانباً من شعرها وكحلت إحدى عينيها مخالفة للشعر المنشور، وحجلت على إحدى رجليها، ويكون ذلك ليلاً، وتقول: يا لكاح أبغي النكاح، قبل الصباح، فيسهل أمرها وتتزوج عن قرب. هنا يعطي نتيجة لكنه لا يحلل لماذا؟ في اعتقادي أنهم كانوا يئدون البنات، فالبنت والمرأة المطلقة أو الأرملة عالة على المجتمع الجاهلي، وربما تخطف في إحدى الغارات القبلية أو تزني بأحد فتصيب أهلها بالعار، من خلال هذا سمح لها أن تفعل ذلك، ولسرعة التنفيذ جاءت مقترنة بتفسير.

∷ حياة الإبل مرهونة بحياة أصحابها 

وأخيراً عادتهم في البلية، وهي ناقة تُعقل عند القبر حتى تموت، فإذا مات منهم كريم بلوا ناقته أو بعيره، فعكسوا عنقها، وأداروا رأسها إلى مؤخرتها وتركوها في حفيرة لا تطعم ولا تسقى حتى تموت، وربما أحرقت بعد موتها، وربما سلخت وملئ جلدها ثماماً -نَبتٌ- وكانوا يعتقدون أن من مات ولم يبل عليه حشر ماشياً، ومن كانت له بلية حشر راكباً على بليته. وأنهم كانوا يعقرون الإبل على القبور. قال المبرد: "اختلف في سبب عقرهم الإبل على القبور، فقال قوم: إنهم كانوا يفعلون ذلك مكافأة للميت على ما كان يعقره من الإبل في حياته للأضياف، وقال قوم: كانوا يفعلون ذلك إعظاماً للميت، كما كانوا يذبحون للأصنام. وقالوا: إنما يفعلونه لأن الإبل كانت تأكل عظام الموتى إذا بليت، فكأنهم يثأرون لهم منها، وقيل إن الإبل أنفس أموالهم فكانوا يريدون بذلك، أنها هانت عليهم لعظم المصيبة".

بعدما تعرضنا لبعض من عادات العرب في الجاهلية، وطرحنا حولها مجموعة من الأسئلة التي كان من واجب الرواة الإجابة عنها لتشفي غليلنا في كيفية الربط بين ما يمارس والتأثير على سير الأحداث، نستطيع أن نخلص إلى، أن العرب كما قال يورانت: إن الدين لم يكن أمراً جدياً بين هؤلاء القوم، إذا لا عقيدة، فكيف تتأصل العادة، فغالبية العادات غير جدية أيضاً وغير منطقية، وربما يكون الرواة قد لعبوا الدور الأكبر في هذا، سواء من ناحية الدين أو من ناحية العادات، فربما لم يفسروا لنا تلك العادات مستندين على عاملين. الأول أنهم سردوا الأحداث الاجتماعية كما فعلوا مع الدين الإسلامي، لم يزيدوا ولم ينقصوا لأن الزيادة أو النقص في الدين حيدة عن الحق. الثاني ربما خافوا أن يفسروا ويربطوا فيفعل الناس بعدهم أفعال الجاهلية، وبذلك يعتبرون أنفسهم سنوا سنة سيئة وأضلوا الناس فاكتفوا بسردها فقط.

لكن نستطيع أن نقول: إن استمرار تلك العادات الشعبية حتى يسردها علماء الإسلام، دليل قاطع على إيمان الجاهليين بها وتمسكهم بممارستها كجزء لا يتجزأ من عقيدتهم مهما كانت بسيطة، وغير منطقية.

 


المصادر: 1 ـ الألوسي، بلوغ الأرب في معرفة أحوال العرب، شرحه محمد بهجة الأثري، دار الكتب العلمية بيروت لبنان.┇2 ـ ابن سعيد الأندلسي، نشوة الطرب في جاهلية العرب، تحقيق د / نصرت عبد الرحمن، مكتبة الأقصى عمان الأردن، 1982.┇3 ـ محمد عبد الجود الأصمعي، العرب وأطوارهم طور العرب والعربية في الجاهلية، مطبعة الجمالية مصر.┇4 ـ جواد علي، المفصل من تاريخ العرب قبل الإسلام، ج 6، بغداد العراق.┇5 ـ جلال شمس الدين، الفضائل والقيم لدى الشعوب القديمة ذات الأديان السامية، مؤسسة الثقافة الجامعية، الإسكندرية، 2005.┇6 ـ أحمد محمد مصطفى، تاريخ العرب قبل الإسلام، دار الإعصار العلمي للنشر والتوزيع، عمان 2014.

التعليقات

اضافة التعليق تتم مراجعة التعليقات قبل نشرها والسماح بظهورها