جائـزة اليونسكـو - الشـارقة للثقافـة العربية

من الشـارقة إلـى العرب والعالـم

آمال كامل حسين

في عام 1998، تأسست جائزة (اليونسكو - الشارقة للثقافة العربية)، وهو التاريخ الذي واكب إعلان إمارة الشارقة عاصمة للثقافة العربية، الأمر الذي ساهم في اقتراح الإمارة على منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة إنشاء جائزة اليونسكو، وذلك بمبادرة من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى للاتحاد حاكم الشارقة. وفي سنة 2001 بدأت الجائزة تُمنح للفائزين في المسابقة، كلٌّ في مجال تخصصه. 
جائزة اليونسكو- الشارقة للثقافة العربية، هي جائزة تُقدَّم تقديراً لجهود شخصيات ثقافية رجالاً ونساءً، أو مؤسسات أو جماعات تسهم بأعمالها الفكرية أو الفنية أو الترويجية في تنمية الثقافة العربية ونشرها في العالم. يتمحور هذا المشروع حول مشتركين من دول عربية وغير عربية، يقدمون إنجازات ثقافية بارزة تهدف إلى التقارب بين الشعوب، وإلى توسيع نطاق المعرفة بالفن والثقافة.

 

:: فرص وطموحات ::

تمنح‭ ‬المسابقة‭ ‬فرصة‭ ‬كبيرة‭ ‬جداً‭ ‬للموهوبين‭ ‬وعشاق‭ ‬الثقافة‭ ‬في‭ ‬نشر‭ ‬نشاطاتهم‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬دون‭ ‬تفريق‭ ‬بين‭ ‬الجنس‭ ‬والبلد‭ ‬والدين،‭ ‬فهنا‭ ‬تجمعنا‭ ‬الثقافة‭ ‬والعمل‭ ‬المبدع،‭ ‬وبهذا‭ ‬المشروع‭ ‬القيم‭ ‬يزداد‭ ‬الإنسان‭ ‬رقيّاً‭ ‬ووعياً‭ ‬وحبّاً‭ ‬في‭ ‬تقديم‭ ‬الأفضل،‭ ‬كما‭ ‬يساهم‭ ‬في‭ ‬التعريف‭ ‬والتواصل‭ ‬مع‭ ‬ثقافات‭ ‬أخرى‭ ‬مختلفة‭. ‬ونستطيع‭ ‬أن‭ ‬نلمسها‭ ‬في‭ ‬أعمالهم‭ ‬الأدبية،‭ ‬الفنية،‭ ‬والعلمية‭... ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬أنشطة‭ ‬التوعية‭ ‬العالمية‭ ‬لتعزيز‭ ‬الثقافة‭ ‬في‭ ‬العالم‭.‬
تطمح‭ ‬جائزة‭ ‬اليونسكو‭- ‬الشارقة‭ ‬للثقافة‭ ‬العربية‭ ‬إلى‭ ‬زرع‭ ‬بذور‭ ‬السلام‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬وتعزيز‭ ‬فهم‭ ‬الحضارات‭ ‬الأُخرى،‭ ‬وتحفيز‭ ‬التبادلات‭ ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬الدولي،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬تشجيع‭ ‬الحوار‭ ‬بين‭ ‬الثقافات‭.‬
وتكرم‭ ‬الجائزة‭ ‬شخصيتين‭ ‬كل‭ ‬سنة،‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬الشخصية‭ ‬الثقافية‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬بلد‭ ‬عربي،‭ ‬والشخصية‭ ‬الثانية‭ ‬من‭ ‬بلد‭ ‬غير‭ ‬عربي،‭ ‬وينطبق‭ ‬ذلك‭ ‬على‭ ‬المؤسستين‭ ‬أو‭ ‬المجموعتين؛‭ ‬بشرط‭ ‬أن‭ ‬يكونا‭ ‬قد‭ ‬ساعدا‭ ‬على‭ ‬تنمية‭ ‬الثقافة‭ ‬ونشرها‭ ‬عالمياً،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬أعمالهما‭ ‬وإنجازاتهما‭ ‬وإبداعاتهما‭ ‬الفكرية‭ ‬والسلوكية‭ ‬والفنية‭ ‬والثقافية‭.‬
أما‭ ‬عن‭ ‬شروط‭ ‬جائزة‭ ‬اليونسكو‭-‬الشارقة‭ ‬للثقافة‭ ‬العربية‭ ‬فمن‭ ‬الضروري‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬المرشح‭ ‬قد‭ ‬أسهم‭ ‬بأعماله‭ ‬في‭ ‬تطوير‭ ‬وتعزيز‭ ‬ونشر‭ ‬الثقافة‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬العالم‭. ‬وتركز‭ ‬الجائزة‭ ‬على‭ ‬دور‭ ‬المرأة‭ ‬وأهميتها‭ ‬في‭ ‬نشر‭ ‬الثقافة،‭ ‬حيث‭ ‬تدعم‭ ‬الجائزة‭ ‬الجهود‭ ‬الفكرية‭ ‬والفنية‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬الأعمال‭ ‬التي‭ ‬تساهم‭ ‬في‭ ‬نضج‭ ‬وازدهار‭ ‬المجتمع،‭ ‬مما‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬تحقيق‭ ‬توازن‭ ‬بين‭ ‬الذكور‭ ‬والإناث‭ ‬في‭ ‬لائحة‭ ‬الرابحين‭ ‬بالجائزة‭.‬


الترشيحات ومعايير التحكيم

أما عن آلية تقديم الترشيحات، فقد وضعت اليونسكو طريقة معينة لاختيار المرشحين الأكثر أهلية، فطلبات الترشيح تقدم عبر الإنترنت فقط، من خلال رسالة إلكترونية إلى أمانة الجائزة، ويكتب في الرسالة الاسم والبريد الإلكتروني للشخص المصرح له بتقديم المرشحين، بعد ذلك سترسل الأمانة جميع المعلومات الضرورية إلى الشخص المعني، مع تعليمات بكيفية تقديم الترشيح على الإنترنت، وعلاوة على ذلك فالأمانة جاهزة للرد على أي استفسار أو أسئلة قد تكون لدى القراء، وجدير بالذكر أن آخر موعد لتقديم الترشيحات هو 30 أكتوبر من كل عام.

تعتمد لجنة التحكيم على سبعة معايير لتقييم أعمال المرشح وهي: الابتكار، إسهامه في البحث ودعم قيم وتطلعات المجتمع، وخاصة ميدان المرأة والشباب، مساهمته في تنمية التراث الثقافي، مساهمته في إبراز الوحدة في التنوع الخلاّق للبشرية، مساهمته في الحوار بين الثقافات والحضارات، مكانة الآخر في أعمال المرشح، وفرادة رؤيته للآخر، واحترام الآخر في اختلافه.

يكون الترشيح للجائزة مشفوعاً بتوصية كتابية فيها وصفٌ لأعمال المرشح، وملخص للنتائج التي أسفرت عنها أعماله، وبيان بإسهام المرشح في تنمية الثقافة العربية أو في نشرها على نحو أفضل.

تسلّم ملفات الترشيح إلى أعضاء هيئة التحكيم، وتدرس اللجنة مجموع ملفات الترشيح، مع العلم أن اللجنة تتألف من خمسة أعضاء على الأقل يعيّنهم المدير العام لمدة أربعة أعوام، حاملين جنسيات من مختلف بلدان العالم، وبناءً عليه تأتي النقطة الرابعة التي يتم فيها اختيار فائزين اثنين بعد أن تعرض ترشيحاتهما على المدير العام لليونسكو من جانب حكومات الدول الأعضاء والمنظمات غير الحكومية المختصة التي لها علاقات رسمية مع اليونسكو. 

أما فيما يتعلق بقيمة الجائزة التي تكون اعترافاً بإسهام الفائز واحتراماً وتقديراً لمشاركته في نشر الثقافة العربية خارج العالم العربي، فإنها 60 ألف دولار أمريكي، تمنح سنوياً من حكومة الشارقة في الإمارات العربية المتحدة، وتكون مناصفة بين الفائزين الاثنين.
 

:: فائزون سابقون ::

استكملت الجائزة دورتها الخامسة عشرة، وقد منحت حتى الآن لـ 28 فائزاً وفائزة، نتعرف إليهم في هذه النبذة: 

جائزة 2001: كانت من نصيب كل من «عبد العزيز المقالح» - اليمن، أستاذ الأدب العربي، ومن أشهر شعراء العالم العربي، وهو متشبث بشدة بتعزيز الثقافة اليمنية وتطويرها. و«نازنك»- الصين، الذي عمل أكثر من ستين سنة على تطوير فهم أفضل للثقافة العربية في الصين، وهو صاحب أكثر من عشرين عملاً حول التاريخ والدين الإسلاميين. 

 

-Image-

 

جائزة 2003: منحت لـ «بنسالم حمِّيش»- المغرب، فيلسوف وروائي وكاتب سيناريو، له أعمال عديدة باللغتين العربية والفرنسية، وقد ترجمت خمس من رواياته إلى عدة لغات، وساهمت أعماله في نشر الأدب العربي المعاصر وتعزيز أثره، و«إيساد دورا كوبيك» - البوسنة والهرسك، جامعي مستشرق ومترجم مؤلفات أدبية من مختلف حقب الحضارة العربية القديمة والحديثة، اشتغل على العديد من الأدباء العرب؛ منهم طه حسين، بالإضافة إلى ترجمة (ألف ليلة وليلة). 

جائزة 2004: نالها كل من «عبد الوهاب بو حديبة» - تونس، أستاذ علم الاجتماع في جامعة تونس، ومجاز في الفلسفة، ودكتور في الآداب، ترأس لسنوات عديدة المجمع التونسي للعلوم والآداب والفنون الشهير ببيت الحكمة في قرطاج، و«خوان فيرني جيناس»- إسبانيا، أخصائي معروف في تاريخ العلوم العربية وفي تطور العلم في العصور الوسطى وعصر النهضة، خاصة علم الفلك ورسم الخرائط. 

جائزة 2005: كانت من نصيب كل من الصحفي والروائي «طاهر وطار» - الجزائر، من أشهر الشخصيات في الأدب، ساهم كصحفي في إنشاء مجلتي الجماهير والأحرار، و«ميشال لوجارد»- فرنسا، كرّس حياته لخدمة اللغة العربية ودراسة الدين الإسلامي، وهو مترجم كتاب «المواقف»، وهو في المعهد البابوي للدراسات العربية الإسلامية في روما.  

 

-Image-

 

جائزة 2006: فاز بها «جمال الشلبي» - الأردن، دكتور في العلوم السياسية في الجامعة الهاشمية، لديه 7 كتب مؤلفة وثلاث كتب مترجمة، وأكثر من 30 ورقة بحثية حول الحوار العربي الأوروبي والإسلامي المسيحي خصوصاً، والفائز الثاني «يوردان بيف»- بلغاريا، ساهم في ترويج ونشر الحضارة العربية الإسلامية في بلغاريا والعالم، وفي التعريف بالفكر العربي والثقافة العربية في عصرنا، وقد انتقل من دراسة أوضاع المسلمين البلغار إلى دراسة فكر ابن خلدون ليتناول بشكل فطن المشكلات الرئيسية التي يشهدها قرننا في مجال الاتصال بين الثقافات. 

جائزة  2007: نالها «علاء الدين لولح» - سوريا، مهندس معماري وأستاذ بجامعة حلب، ساهم بأعماله في الجامعة في التعريف بتاريخ العلوم في البلدان العربية، وساهم في حوار الحضارات والتفاهم المتبادل، ومن الهند فاز «شاه عبد السلام»، أستاذ بجامعة نيودلهي وباحث في الأدب والثقافة، تناولت مؤلفاته موضوع الثقافة الإسلامية وتحاور الأديان.

جائزة 2008: نالها «جابر عصفور»- مصر، أكاديمي وأستاذ لدى عدة جامعات عربية وأوروبية وأمريكية، وناقد أدبي، تمكن من مضاعفة المعرفة وتعميق الرؤية العربية بشكل ملحوظ، وعزز عدة قيم بصفته مدافعاً عن الحوار الثقافي، ونذكر منها تطور قضية المرأة واحترام الآخر والتنوع الإبداعي والتسامح. والفائز الثاني من البرتغال «جوزي آدل برتو كويلو الفاس»، كاتب وشاعر وأخصائي في القانون ومستشرق مختص في الثقافة العربية في مجالات مختلفة كالسينما والتلفزة وفنون المسرح والرواية والشعر، وقد ساهم في نشر الثقافة العربية في شبه الجزيرة الإيبيرية. 

 

-Image-

 

جائزة 2009:حصل عليها كل من «عبد الغني العاني»- العراق، شاعر وخطاط عراقي، يُعد من كبار أساتذة وعمالقة فن الخط المعاصر، ساهم في الحفاظ على تقاليد وفنون مدرسة بغداد التاريخية، والسيدة «آنا بارزيمييس»- بولندا، أستاذة في لسانيات اللغة العربية في قسم الدراسات العربية والإسلامية، وأنشأت عام 1998 قسم الإسلام في أوروبا بكلية الدراسات الشرقية في جامعة وارسو، وهو من أوائل المؤسسات العلمية المختصة في أوروبا بدراسة الحياة الدينية والثقافية والوضع القانوني للسكان العرب المسلمين في المنطقة. 

وفي سنة 2010، فاز بها السيد «علي مهدي نوري» - السودان، وهو ممثّل وفنان مسرحي تمكّن من توظيف الثقافة والفنّ المسرحي لانتشال الأطفال المجنّدين السابقين، وضحايا النزاعات المسلحة والأيتام والأطفال المشرّدين من وهدة الضياع والأسى، وأنشأ في عام 2000 مسرح البقعة في الخرطوم، الذي ذاع صيته وحظي صيته وحظي باعتراف دولي بوصفه تجربة ناجحة، ونموذجاً مقنعاً في مجال استخدام المسرح لتنمية عملية بناء السلام وتعزيزها، كما فاز معه السيد «شريف خزندار»- فرنسا، مخرج وكاتب وشاعر، حظي إسهامه القيم على مدى 50 عاماً تقريباً في تعزيز الحوار بين الثقافات. عمل خزندار الذي سمي «الوسيط بين الثقافات» على الترويج للمسرح العربي والموسيقى العربية من خلال إيجاد جسر ثقافي حقيقي بين البلدان العربية والبلدان الأخرى ولا سيما فرنسا، وقام بمجهود كبير في تسليط الضوء على الثقافة العربية في إطار نشاطه كمدير لدار ثقافات العالم في باريس. 

جائزة 2011: كانت من نصيب «إلياس خوري» - لبنان، روائي وكاتب مسرحي وناقد، يُعتبر من الرموز الفكرية العربية الكبيرة اليوم، وهو كاتب جمع بين خصوبة الإنتاج والإبداع، وترجمت أعماله إلى أكثر من 13 لغة، تتوغل أعماله الأدبية في طيات التاريخ وتقلب صفحاته وتتناول مسائل أساسية تخص الإنسان، و«جو باتيستا دي ميديروس فارجنس»- البرازيل، ناشر ومؤلف ومترجم ومعجمي وأستاذ اللغة والحضارة العربية، اهتم بداية بدراسة تأثير اللغة العربية في اللغة البرتغالية، ثم سلط الضوء على حضور الثقافة العربية الإسلامية في البرازيل، وفي البلدان الناطقة باللغة البرتغالية. 

جائزة 2012: سلمت الجائزة لـ الجزائري «مصطفى شريف»، الذي ساهم منذ أكثر من 30 سنة في تعزيز وإغناء الحوار بين الثقافات مع التعريف بالثقافة العربية الإسلامية، ووضع شريف وحدات تعليمية خاصة بالحضارة والثقافة العربية الإسلامية، وهو مشارك في تأسيس مجموعة الصداقة بين المسلمين والمسيحيين والمنتدى العالمي الكاثوليكي الإسلامي. والفائز الثاني كان المركز العربي البريطاني- المملكة المتحدة البريطانية العظمى وإيرلندا الشمالية، منظمة مستقلة غير هادفة للربح، تعمل على تعزيز المعرفة في العالم العربي داخل بريطانيا وغيرها من الدول الغربية، ويقدم المركز أنشطة ثقافية ودورات تعليمية للعربية والخط العربي، وينظم الفعاليات الثقافية بالتعاون مع غيرها من المنظمات الأخرى. 

وفي سنة 2013: فازت بالجائزة «المؤسسة العربية للصورة» - لبنان، وهي مؤسسة تقوم على جمع وحفظ وتوثيق الصور الفوتوغرافية للعالم العربي والشتات، كما تساهم في إقامة روابط التعاون والتبادل على الصعيد الدولي، وتهتم بتشجيع الفنانين والنهوض بأعمالهم من خلال شبكة إقليمية، والثاني «فاروق مردم بيك» – فرنسي من أصول سورية، وهو كاتب ومؤرخ وناشر للأدب العربي الكلاسيكي في أوروبا، كرّس حياته لتعزيز الثقافة العربية من خلال دار نشر «آكت سود» الشهيرة. 

 

-Image-

 

جائزة 2014:: كانت لـ «إلياس صنبر» – فلسطين، أحد أبرز المثقفين العرب المعروفين اليوم، يعمل بشكل حيوي منذ 40 عاماً على تعريف أفضل بالثقافة العربية. وكان واحداً من مؤسسي «مجلة الدراسات الفلسطينية» عام 1981، وهي إحدى أهم المطبوعات المتخصصة بفلسطين، وساهم في نشر الثقافة العربية عبر ترجمة أعمال الشاعر الفلسطيني محمود درويش إلى الفرنسية، وكذا فازت «المكتبة الإسلامية للتعاون الدولي والتنمية- الإسبانية»، وذلك بفضل ثروتها من المقتنيات المكتبية، وخدماتها المتنوعة في هذا المجال، حيث تعتبر مرجعاً أساسياً في مجال الدراسات العربية والأندلسية. افتتحت المكتبة الإسلامية في مدريد عام 1954، وتحتوي حالياً على ما يزيد على مئة ألف كتاب. 

جائزة 2016: نالتها أول مرة امرأة عربية هي «بهية شهاب»- مصر، وهي محاضرة أكاديمية ومصممة ومؤرخة فنية عُرضت أعمالها في دور عرض ومتاحف ومرافق عامة عديدة في العالم، تعكس أعمالها إيمانها بقدرة استخدام الفن كأداة للتغيير، تتمكن من خلالها من حث المتلقين على التمرد على واقعهم والاندماج في العمل الجمعي المناهض للاضطهاد. أما الفائز الثاني فهو «فوزي خليفي»- فرنسا، الذي أنشأ أسلوباً خاصاً للتخطيط المصور والمركب اعتمد فيه على المزج بين الشعر وفن الحرف والرسم على الجدران، يسعى السيد فوزي من خلال هذا الفن إلى إيصال رسائل مبتكرة مستوحاة من ثقافات البلاد التي يزورها، مفعمة بالجمال والحكمة تدعو إلى الوفاق والسلام، ويمكن للمتلقي إدراك فحواها دون الحاجة لفك رموز الكتابة باللغة العربية. استطاع الفنان من خلال هذا الفن المبتكر أن يبعث حواراً بين المشاهدين من شأنه التقرب إلى جمالية اللغة ومواجهة الصور النمطية التي تلتف حول الثقافة العربية والإسلامية.

كثيرة هي الخلافات والعداوات بين البشر، لكن الثقافة تركت لنا باباً للتفاهم واللقاء، من خلال أعمال وفنون وإبداعات تعكس طاقتنا الإيجابية. وتمثل هذه الجائزة من خلال الفائزين بها جيلاً جديداً من الباحثين والفنانين والفلاسفة والمؤلفين، ممن لهم دافع قوي نحو إقامة حوار بين الثقافة العربية وثقافات أخرى نحتاج إليها لحاضرنا ومستقبلنا.

 

 

نُشرت المادة لأول مرة في مجلة الرافد الورقية - العدد 248 (صفحة 12)

التعليقات

اضافة التعليق تتم مراجعة التعليقات قبل نشرها والسماح بظهورها