فلسفة اللغة عند لودفيغ فتجنشتاين

اللغة بين المثال والاستعمال

د. مصطفى العطار

تتنزل هذه الدراسة ضمن تصور معرفي مداره استجلاء الخواص الواسمة لتصور اليقين في فلسفة (فتجنشتاين Wittgenstein) التي يستضمرها كتابه «رسالة منطقية فلسفية» Tractatus logico-philosophicus، الذي حاول من خلاله بناء لغة تنهل من معين المنطق الرمزي، وتتخلص من ربقة اللغة التداولية بتعدد ألفاظها وجموح معانيها.
فكيف بنى فتجنشتاين تصوره لليقين؟ وكيف تعاملت الفلسفة مع سؤال اللغة؟ وما مدى وثوقية القضايا التحليلية والتركيبية؟ وهل تم تشذيب اللغة من عيوبها؟ ذاك ما سنحاول تجليته؛ من خلال فلسفة فتجنشتاين الأولى.
لما كانت التجربة هي أساس الفكر العلمي الرصين؛ كان الخوض في اللا مرئي أو المطلق مشكلاً زائفاً ما دام لم يوضع تحت مشرحة التجريب المرتكزة على مناهج علوم الطبيعة، التي ترى أن الواقع لا يمكن إدراكه إلا بالملاحظة العينية. 
ومن ثم، تكون وظيفة الفلسفة قد انزلقت عن دورها التقليدي؛ فهي ليست تفسيراً للعالم والكون، وهي ليست خوضاً في الفيزياء والميتافيزياء. ولكنها تنحصر في تحليل مفاهيم العلم الطبيعي، أو في إجراء تركيب عام للنتائج التي تتوصل إليها علوم الطبيعة. 

إن هذا الموقف هو ما اعتبره (فتجنشتاين) بؤرة اشتغاله في مرحلته الأولى التي يلخصها كتابه (رسالة منطقية فلسفية)، دون أن نغفل أن له جذوراً تاريخية ضاربة في عمق التفكير الإنجليزي الأمبريقي؛ ابتداء من (جون لوك)، مروراً (بباركلي)، وانتهاء بـ(ديفيد هيوم) إمام التجريبيين.

 

فخ اللغة:

إن ما يعاب على الفلسفة التقليدية، أنها سقطت في فخ سوء استخدام اللغة، فكانت مشكلاتها زائفة أو خالية من المعنى؛ لأنها اتخذت من اللغة العادية وسيلة لتفسير الكون؛  فكانت لغة فجة وحربائية، تخفي الحقائق وتضللها. وهكذا، كانت أول خطوة تعهد إلى الفلسفة، هي تخليص هذه اللغة من شوائبها وتشذيبها من نواقصها حتى تغدو لغة منطقية خالصة هي أقرب إلى لغة المنطق والرياضيات. وهي لغة رمزية مضبوطة تتخذ من المنطق الرمزي آلية للاشتغال، بوصفه منطقاً لا يعبأ بالمحتوى بقدر ما يعنى ببنية المعرفة وصورتها الخارجية.
فبالمنطق الرمزي عرفت العلوم المضبوطة نجاحاً باهراً بعد استقلالها عن الفلسفة، فأنشأت لنفسها لغة علمية منطقية تهتم بصور القضايا لا بمضمونها، قاطعة بذلك العلاقة مع المنطق الأرسطي العقيم الذي يستخدم اللغة العادية بمعراتها وعيوبها.
ولقد «جعلت بعض الأوساط الفلسفية المنتصرة للمنطق الرياضي الحديث، جعلت منه أساساً للفلسفة من وجهة نظرها، بل الفلسفة بحذافيرها؛ ابتداء من منشئ المنطق (راسل) تلاميذه في إنجلترا (فتجنشتاين)»(1).

وإذا كان (أرسطو) رائد المنطق التقليدي القديم حتى حدود القرن التاسع عشر، فإن (ليبنزLeibniz ) يعتبر إمام المنطق الرمزي الحديث، الذي يسعى إلى ابتكار لغة شاملة تشبه لغة العلوم في دقتها وعقلانيتها، وإن كان هذا مشروعاً نظرياً لم يجد طريقه إلى التداول؛ مما يفسر عدول (فتجنشتاين) عن خرافة اللغة المثالية، فيما عرف بالانقلاب النوعي الذي مثله كتابه: (أبحاث فلسفية ،(Investigations Philosophiquesولم تكن بؤرة اهتمام (فتجنشتاين) سوى خلق لغة رمزية منتقاه تزول معها المشاكل الفلسفية، التي ستختفي بمجرد بيان أنها أخطاء وسوء فهم لمنطق لغتنا العادية؛ لأن هذه الأخيرة: «تخلط بين الشكل النحوي والشكل المنطقي. ومن هنا كانت مصدراً مستمراً لخلط الأمور؛ فابتغاء التحرر من هذا الخلط ينبغي للفلسفة أن تضع لنفسها لغة سليمة، ستكون هي اللغة المثالية التي يتطابق فيها الشكل النحوي مع الشكل المنطقي»(2).
ومن هنا نشأت الفلسفية التحليلية كمنهج لتحليل الأفكار وتوضيح المشكلات الفلسفية، التي إذا ما وضع معظمها تحت مشرحة النقد والتحليل زال عنها لبسها وغموضها، واتضح أنها مشكلات زائفة، أو ليست بمشكلات في الأصل؛ مما جعل (مور) يقرّ صراحة بأن اللغة العادية في كثير من الأحيان تخطئ في التعبير: «فاللغة لا تعطينا وسيلة للإشارة إلى موضوعات مثل (أزرق) أو (أخضر) أو(حلو)، إلا بأن تطلق عليها اسم (إحساسات)؛ وهذا ما يضللنا حينما نحاول أن نفكر في العلاقات بين الشعور وموضوعات الشعور»(3).

إن سؤال المناطقة الذريين عن ماهية اللغة لم يكن عبثياً، ولم تكن الإجابة عنه أشبه بالإجابات التقليدية التي ترى في اللغة بناء لفظياً تشير كل لفظة فيه إلى مقابلاتها في العالم الخارجي، أو هي وسيلة من وسائل التواصل نستخدمها في قضاء حاجاتنا وأغراضنا كما يذهب إلى ذلك ابن جني، مثلاً، حينما يعتبر اللغة أصواتاً يعبّـر بها كل قوم عن أغراضهم. 

ليست اللغة لا هذا ولا ذاك؛ إنما هي: «بناء مثالي مقفل على نفسه، قذف بمفاتيحه كلها في قاع المحيط، فلا نعرف منه فكاكاً»(4).

إن التصور الذي جاء به (فتجنشتاين) للفلسفة وطبيعتها، هو حصر وظيفتها في تحليل اللغة فقط. كما أن دورها الرئيسي هو تحليل عبارات اللغة وتعريتها باعتبارها قوالب صبت فيها الأفكار الفلسفية. ويراد بالتحليل تقسيم اللغة إلى قضايا مركبة Complexes، وأخرى ذرية Atomistes، أو جزئية Elémentaires. وتبعاً لنفس التحليل، يقسم العالم إلى وقائع مركبة ووقائع أبسط منها أو ذرية؛ وهو ما يعرف بالنظرية التصويرية للغة التي تعتبر القضية رسماً للوجود الخارجي. 
وهكذا، لا تقدم الفلسفة تفسيراً للعالم، وتنحصر مهمتها في عملية التحليل التي تضيف إلى معرفتنا شيئاً. ولقد كان (فتجنشتاين) ذا حساسية مفرطة تجاه أي محاولة لربط الفلسفة بالتفسير عندما أعلن أن المهمة الوحيدة المتبقية للفلسفة هي تحليل اللغة وتوضيح قضايا الفلسفة. يقول: «إن الفلسفة لا تعتبر  علماً من العلوم الطبيعية؛ كلمة فلسفة يجب أن تعني شيئاً إما أعلى أو أدنى من العلوم الطبيعية، لا علماً يصنف معها»(5).

الواقعة الذرية والقضية البسيطة:

إذا كانت فلسفة التحليل لدى (فتجنشتاين) تروم تفكيك اللغة عبر البحث عن آلياتها المنطقية وقواعدها الصارمة حتى نميز فيها الأفكار ذوات المعنى من الأفكار الخالية من المعنى، فإن هذا يجرنا إلى الحديث عن الوقائع التي يمكن أن ينحل إليها العالم، وكذا القضايا التي تفكك إليها اللغة؛ فالعالم مركب وليس بسيطاً، وهو ليس كلاً واحداً، بل وقائع منحلة إلى أجزاء ولكنها مترابطة بأنظمة علائقية.
وقبل حديث (فتجنشتاين) عن القضايا المركبة والجزئية، يتحدث عن العالم وعن مكوناته، لأن وجود الوقائع الذرية أسبق من وجود القضايا، بغض النظر عن صدقها أو كذبها، لذلك نجد (فتجنشتاين) يبدأ (رسالته) بالعبارة الأولى التي تشير إلى أن (العالم جميع ما هنالك)، ثم : (العالم هو مجموع الوقائع لا الأشياء). وانطلاقاً من هاتين العبارتين، سوف نخوض في التمييز بين الواقعة وما يمكن أن تنحل إليه من أشياء، مع العلم أن الوقائع هي العناصر الأولى التي ينتهي إليها تحليلنا للعالم، ومع ذلك فهي تنحل بدورها إلى أشياء ليس لها وجود إلا عندما تكون داخلة في تكوين واقعة معينة، «فجميع الأشياء التي أمامنا، والتي يتكون منها العالم تدخل في علاقات مع بعضها بعضاً، وتشكل في مجملها الوقائع المركبة والذرية، والوقائع الذرية تتكون من شيئين يرتبطان بعلاقة معينة، فقد استخدم (فتجنشتاين) في مواضيع متعددة الرمز (a R b)، أي أ في علاقة مع ب للإشارة إلى الوقائع الذرية»(6).
فإذا كان الشيء قائماً بذاته: كتاب، طاولة... فإن الواقعة بناء أو نسق يتألف من ارتباط تلك الأشياء فيما بينها بعلاقة ما (الكتاب فوق الطاولة).
وتنقسم الوقائع إلى قسمين: واقعة مركبة وواقعة ذرية بسيطة. وهذه الأخيرة تمثل النهايات التي يمكن أن يصل إليها التحليل؛ لأن الواقعة المركبة هي التي يمكن أن تنحل إلى وقائع تسمى الوقائع الذرية، وهي تمثل النهايات التي يمكن أن يصل إليها التحليل. والواقعة الذرية هي التي تنحل إلى أشياء تدخل في تركيبها، كأن نقول مثلاً: (طائرة ورقية)؛ فالورق داخل في تركيب الطائرة.
أما العلاقات التي تربط الأشياء في العالم فهي علاقات منطقية لأن «المنطق يملأ العالم ويتخلله، وحدود العالم هي حدوده أيضاً»(7)، وهذه البنية المشتركة التي تشكلها الأشياء في علاقاتها مع بعضها هي ما يطلق عليها (فتجنشتاين) «البناء المنطقي للعالم  The Logical Structure of the World».
ولعل القارئ محق في تساؤله عن السبب الذي دفع (فتجنشتاين) إلى تقسيم العالم إلى وقائع ذرية نهائية تشكل بنيتها أشياء لا وجود لها إلا في نسق علائقي؛ ذلك أن الداعي إلى هذه الوقائع الذرية هو وجود وحدات أو عناصر أولية تنحل إليها اللغة؛ أي قضايا ذرية يتوقف صدقها أو كذبها على وجود أو عدم وجود الوقائع الذرية. فما الذي يعنيه (فتجنشتاين) بالقضايا الذرية؟ وما هي الوحدات أو العناصر التي تنحل إليها هذه القضايا؟

اعتبر (فتجنشتاين) دائماً أن القضايا اللغوية الأولية أصغر وحدة دالة، والتي لا يمكن أن نفككها إلى قضايا أبسط منها، بل فقط يمكن أن تحلل إلى مكوناتها من الأسماء التي ترمز إلى الأشياء. وتبعاً لذلك، فإن الوقائع هي المعبرة عن المعنى وليس الأسماء؛ لأن الاسم المجرد المنبت والمعزول عن قضيته لا يمكن أن يدل على ما يرمز إليه في الواقع إلا إذا كان داخلاً في تركيب القضية، آنذاك يمكن أن نتحدث عن معنى لغوي للاسم.
ولما كانت الوقائع مقياساً لقيمة الصدق في القضية، وجب «أن تكون القضايا التي تصور الوقائع إما كاذبة أو خالية من المعنى، وهو الأساس الذي انطلق منه (فتجنشتاين) في رفضه للميتافيزيقا»(8).

"إن ما يعاب على الفلسفة التقليدية، أنها سقطت في فخ سوء استخدام اللغة، فكانت مشكلاتها زائفة أو خالية من المعنى؛ لأنها اتخذت من اللغة العادية وسيلة لتفسير الكون؛ فكانت لغة فجة وحربائية، تخفي الحقائق وتضللها.."


علامة القضية:

إن تعريف (فتجنشتاين) للغة بوصفها مجموعة من القضايا، جعلنا نبحث في جزيئات هذه القضايا التي هي الألفاظ أو الكلمات التي أسميها علامة القضية»(9). وعلامة القضية تتكون من عدة علامات بعضها ما نسميه الأسماء، وهي التي تعين الأشياء وتسميها، وبعضها لا يسمى شيئاً؛ وإنما تكون وظيفته خلق روابط علائقية بين هذه الأسماء، أي تصوير الطريقة التي تترابط بها الأشياء في الواقع الخارجي؛ مما يجعلنا نطلق على علامات النوع الأول: الكلمات الشيئية، أي التي تعين الأشياء وتشير إليها. أما النوع الثاني، فهو ما يسمى في المنطق، الألفاظ العلائقية أو  البنائية، أي التي تقوم بينها روابط، و«علامة القضية قوامها كون عناصرها - أي كلماتها  - مترابطة فيما بينها بطريقة معينة، وعلامة القضية هي في ذاتها واقعة»(10).
نفهم من هذه العبارة، أن علامة القضية هي ذلكم الترابط بين ألفاظها المشكلة لنسقها؛ بحيث يصبح لها معنى ودلالة. وإلا استحال الأمر إلى مجموعة مفككة من ركام من الأسماء، فيغيب المعنى وسط هذا الركام. فالمقطوعة الموسيقية، على سبيل المثال، لا تغدو ذات معنى إلا إذا كانت أجزاؤها منسجمة ومترابطة ترابطاً نسقياً. وإلا لكانت نشازاً وانعدم الاتساق بين مكوناتها الموسيقية.
ومن ثم، تغدو القضية ذلك المعنى الثاوي في الذهن الذي نصور به الواقع الخارجي ونرسمه، «لأن الفكر هو الرسم المنطقي للوقائع»(11). 
أما علامة القضية، فهي تلك الألفاظ المدركة بالحواس، سواء أكانت مكتوبة أو منطوقة، والتي نستخدمها لنعكس ما هو حادث من أمور في الواقع. وهكذا، فعندما نفكر في معنى القضية؛ فإننا لا ننظر إلا في مدى مطابقة الظل لأصله؛ أي ذلك الموضوع الذي أسقط ظله في القضية. بعبارة أخرى فإن علامة القضية هي وسيلة تمكننا من ربط القضية بمسمياتها، أي بأشيائها الخارجية.
ولما كانت القضايا تنحل إلى أسماء، فإن الذي له معنى هو القضية. أما الأسماء فلا معنى لها؛ لأنها ترمز وتشير فقط إلى مسمياتها. فيما تكون القضية ذات معنى وقصد وكأنها سهم مصوب نحو اتجاه معين (فالأسماء تشبه النقط، بينما القضايا تشبه السهام، ولذا فهي لها قصد)(12).

ومعنى قول (فتجنشتاين): «الأسماء تشبه النقط» أنها لا تمثل إلا نفسها، ولا يكون لها معنى إلا عندما تدخل في تركيب قضية ما تركيباً منطقياً يتماشى وقوانين المنطق التي نستطيع، من خلالها، إعطاء معنى لهذه الأسماء التي جمعت بشكل له قواعده وضوابطه التركيبية.

اللغة تصوير:

لكن ما طبيعة العلاقة التي يمكن أن نتصورها بين القضايا والواقع الخارجي؟ سؤال يجد تفسيراته فيما يسمى مفهوم التصوير الذي يقدمه (فتجنشتاين) كأساس تنبني عليه أفكار (الرسالة).

يؤكد (فتجنشتاين) أن اللغة لا تغدو أن تكون تصويراً للواقع، وأن القضايا ليست إلا رسوماً لما هو موجود فيه (القضية تنقل إلينا أمراً من أمور الواقع، وأن القضايا ليست إلا رسوماً جوهرية لذلك الأمر، وما تلك الصلة في الحقيقة إلا كون هذه القضية رسماً منطقياً لهذا الأمر من أمور الواقع، والقضية لا تثبت شيئاً إلا بقدر ما هي رسم له)(13). وتبعاً لذلك، لا بد من وجود شيء من الهوية بين الرسم والمرسوم حتى يستطيع أن يمثله تمثيلاً خاصاً؛ إما صواباً أو خطأ. وهذا الشيء المشترك هو الصورة المنطقية؛ لأن الرسم ليس ذلك التوليف بين العناصر المشكلة له فقط، بل هو تمثيل لموجود خارجي، على اعتبار أننا لا يمكن أن نحكم بأن هذا الرسم يمثل ذاك المرسوم بالانطلاق من عناصر الرسم/الصورة، بل لا بد من عملية التعقل والتفكير التي نقارن من خلالها بين الرسم والمرسوم. وحضور الصورة المنطقية هو الذي يضمن للرسم منطقيته. وكل ما هو غير منطقي لا يقبل التعبير عنه على الإطلاق. والفكر هو الرسم المنطقي للواقع. ونعبر عن الفكر الذي هو قضية ذات معنى بواسطة علامة القضية.
إننا عندما نتحدث عن النظرية التصويرية للغة التي تجعل من الرسم تمثيلاً للوجود الخارجي، فإننا نغض الطرف عن كون هذا الرسم صادقاً أو كاذباً في تمثيله، دون إغفال أن (فتجنشتاين) يضع فروقاً دقيقة بين الرسم Picture والصورة Form منطلقاً من كون الرسم له ما يقابله في الواقع الخارجي وهو الوقائع. أما الصورة فلا تقابلها وقائع في الخارج، بل هي إمكان حدوث هذا الرسم. وبهذا يكون الفرق بين الرسم والصورة: أن الأول لا يكون إلا وهناك واقعة فعلية مرسومة، أما الصورة فتدل على إمكان الحدوث لا على الحدوث الفعلي نفسه؛ أي أن الرسم تصوير لما هو موجود بالفعل في الطبيعة. في حين أن الصورة هي التركيبة الرياضية لما يمكن أن يوجد بالفعل. بمعنى آخر: الأولى هي وجود بالفعل، والثانية وجود بالقوة أي بالإمكان(14).
 



الهوامش:
* لودفيغ فتجنشتاين Ludwig Wittgenstein، واحد من أكبر فلاسفة القرن العشرين، فيلسوف إنجليزي من أصل نمساوي، (1951-1889)، من رواد الاتجاه التحليلي واللساني.
1 - محمد ثابت أفندي، أصول المنطق الرياضي، ص 15.
2 - عبد الرحمن بدوي، مدخل جديد في فلسفة اللغة، ص 243.
3 - المرجع نفسه، ص 240.
4 - يحيى هويدي، ما هو علم المنطق، ص 148.
5 - ل، فتجنشتاين، رسالة منطقية فلسفية، ترجمة عزمي إسلام، ص 91.
6 - عبدالله الجسمي، المنطق وتصور فتجنشتاين للفلسفة، عالم الفكر، ص 141.
7 - المرجع نفسه، ص ص144.
8 - عبدالله الجسمي، المنطق وتصور فتجنشتاين للفلسفة، ص 143.
9 - ل، فتجنشتاين، رسالة منطقية فلسفية، ترجمة عزمي إسلام، ص 72.
10 - المرجع نفسه، ص 72.
11 - المرجع نفسه، ص 71.
12 - المرجع نفسه، ص 73.
13 - المرجع نفسه، ص 78.
14 - المرجع نفسه، ص 183.

 

نُشرت المادة لأول مرة في مجلة الرافد الورقية - العدد 245 (صفحة 23)

التعليقات

اضافة التعليق تتم مراجعة التعليقات قبل نشرها والسماح بظهورها